• 2022-03-20

فاسألُوا أَهْلَ الذِّكْرِ (2)

َتسديد كفالة الأيتام من مال الزّكاة

الكاتب / فاسألوا أهل الذكر

ورد من (كاف الإنسانية) بجمعيّة الإصلاح هذا السّؤال:
* ما حُكْم قيام الكفلاء بتسديد أقساط الكفالة الشّهريّة للأيتام من مال الزّكاة؟
الجواب:
فرض الله الزّكاة وجعلها شعيرة من شعائر الإسلام الكبرى، وحدّد أهلَها المستحقِّين لها، ونصَّ على أصنافهم في كتابه العزيز فقال: "إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلْفُقَرَآءِ وَٱلْمَسَٰكِينِ وَٱلْعَٰامِلِينَ عَلَيْهَا وَٱلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى ٱلرِّقَابِ وَٱلْغَٰارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" التّوبة: 60).
وعلى الرّغم من أنّ اليتيم ليس مصرفًا من هذه المصارف المنصوص عليها، إلّا أنّه لا مانع من أن يُعطى من مال الزّكاة، شريطة أن تشمله هذه الآية، بأن يكون واحدًا من هؤلاء المذكورين، كأن يكون فقيرًا أو مسكينًا، ففي هذه الحالة يجوز دفْع الزّكاة إليه وإلّا فلا.
فاليتيم لا يستحقّ الزّكاة بوصفه يتيمًا، فقد يكون غنيًّا، ولكن يستحقّها لدخوله تحت مصرف من المصارف الثّمانية المشار إليها.
ويدلّ عليه ما رواه الإمام البخاريّ في صحيحه بـ(باب الزّكاة على الزّوج والأيتام في الحِجْر)، أنّ زينب امرأة عبدالله بن مسعود سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أيجزىء عنّي أن أُنفِق على زوجي وأيتام لي في حِجْري من الصّدقة؟ فقال: نعم، لها أجران: أجر القرابة وأجر الصّدقة (رواه البخاري 1466- رواه مسلم 1000).
وروى الإمام أبوبكر ابن أبي شيبة في مصنَّفه عن الصّحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "أنّ امرأته سألته عن بني أخٍ لها أيتام في حِجْرها، تعطيهم من الزّكاة؟ قال: نعم" (الكتاب المصنَّف في الأحاديث لابن شيبة 10533). كما روى عن التّابعيّ سعيد بن المسيّب رحمه الله عنه قوله: "إنّ أحقّ من دفعت إليه زكاتي: يتيمي وذو قرابتي" (الكتاب المصنَّف في الأحاديث لابن شيبة 10533).
ولهذا قال الإمام ابن قدامة: "والصّحيح إن شاء الله جواز دفْعِها إليه لأنّه داخل في أصناف المستحقِّين للزّكاة، ولم يرد في منْعِه نصّ ولا إجماع ولا قياس صحيح، فلا يجوز إخراجه من عموم النّصّ بغير دليل"(المغْنِي لابن قدامة: 2/271ط).
وبناءً عليه يجوز للكافل أن يؤدي الكفالة من مال زكاته، على أن يدفعها للّجنة دفعة واحدة، ثمّ تتولّى اللّجنة بعد ذلك إيصالها لليتيم المكفول كلّ شهر.

اللجنة الشرعية - جمعية الإصلاح بمملكة البحرين
نستقبل أسئلة الجمهور عبر البريد الإلكتروني Media@aleslah.org