• 2020-05-01

أمي لا يكفيها يوم في السنة أمي أهديها العمر كله

مر علينا في شهر مارس الماضي اليوم العالمي للأم والذي لم يأخذ الرواج الإعلامي الذي يحدث له كل عام مع انشغال الجميع بموضوع انتشار فيروس كورونا والتوعية به وبطرق الوقاية منه، إلا أن عزاؤنا في ذلك أن الأم قَدرها أكبر ولا يوفيها حقها يوم واحد في السنة بل إن أمهاتنا نهديهن العمر كله رخيصًا أمام ما قدمن من سهر وتعب وتربية وعناية تفوق الاحتمال دون كلل أو ضجر أو شكوى أو طلب مقابل مادي أو حتى معنوي، بذلت الأم وتبذل وستبذل كل ما في وسعها رغم ما قد تعاني منه من أعراض أو أمراض تعترتها مع تقدم العمر و حتى تلقى الله وهي راضية سعيدة، هدفها الأول رضا الرحمن وأداء الأمانة والثاني سعادة أبناءها وتنشئتهم تنشئة صالحة طيبة وإكسابهم مكارم الأخلاق ووصولهم إلى أعلى المراتب وأفضل المقامات، كل ذلك تبذله دون انتظار جزاء بل تكفيها بسمة منهم عند اللقاء وكلمة حب عند الاجتماع وسؤال عن أحوالها وزيارة لا تنقطع منهم لها.
الأم بسمة الحياة وزهرة السنين وعبير الماضي والحاضر والمستقبل، بوجودها تحصل السعادة، وفي قربها استمد قوتي، وبها أعرف حلاوة الدنيا وبرضاها أذوق بإذن الله النعيم في الجنة، أنشد مواطن الحب والحنان والجمال عند أمي، وإذا أردتُ السعادة والطمأنينة أجدها في أحضان أمي، أنفض عني غبار التعب وأزيل أعباء الدنيا بكلمات أمي الحانية ودعائها بالتوفيق والسداد والتيسير الذي لا ينقطع، مسحة حانية بيدها على رأسي تسكن بها النفس وتنجلي بها الهموم ويطمئن القلب، فلا تحرمني اللهم قرب أمي والتقرب إليك بطاعتها وبرها.
الجنة تحت أقدام أمهاتنا ورضا الرحمن من ارضائهن، وفي برهن سعادة الدنيا ونجاة الآخرة .. محروم من فرط في برهن، ومغبون من أدركهن ولم ينل رضاهن .. و رحمة الله واسعة لمن فاته بر والدته في حياتها فالفرصة ما زالت سانحة حتى بعد مماتها بالدعاء لها بالرحمة وزيارة قبرها وبرُّ أرحامها وأصدقائها وأداء العمرة عنها وبذل الصدقات بنية الرحمة والمغفرة لها وغيرها من أبواب الخير التي لا ينقطع معها ثواب الميت كما علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في سنته وسيرته ... فاللهم لا تحرمني رضا أمي ورضاك.
اللهم احفظ أمي وأمهات المسلمين جميعًا واكتب لهن السعادة والعافية، وارحم الله من توفيته منهن ، وارزقني وإخوتي وأبنائي وجميع المسلمين والمسلمات برَّ الأمهات أحياءً وأموات.