هل هناك قربة هي أولى من الصلاة؟!
هي العهد الذي بيننا وبين المشركين، وهي العبادة العظيمة التي تحتل المرتبة الثانية في أركان الإسلام، وهي الركن العملي الأول منها، وهي أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله.
حمل همها الأنبياء والمرسلون، والدعاة والمصلحون، وأوصوا بها واستوصوا، وعظَّم الله شأنهم بها.. فنبي الله إبراهيم عليه السلام كان يقول في دعائه {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ} وكان يقول أيضاً {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}.
كما أن الله تبارك وتعالى مدح نبيه إسماعيل عليه السلام بها في قوله تعالى {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} وأمر بها نبيه موسى عليه السلام في أول لقاء له {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} وأنطق بها نبيه عيسى عليه السلام وهو في مهده {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا، وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} وكانت أول وصية أوصى بها لقمان ابنه بعد نهيه عن الشرك بالله {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.
وأما نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد كلَّفه الله عز وجل بها هو وأمته مباشرة في محفل خاص عند سدرة المنتهى، لعلو شأنها وعظيم مكانتها، ولم تُخَصَّ فريضة غيرها بمثل منزلتها.
وقد اعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم قرة عينه.. فقال (حُبِّبَ إليَّ من دنياكم الطيب والنساء، وجُعِلت قرة عيني في الصلاة).. بل وكانت له مصدر الأنس والراحة النفسية، فكان يقول عليه الصلاة والسلام (يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها).
جعل الله إقامتها وحسن أدائها تعالى الصفة الأولى للمؤمنين المفلحين.. فقال سبحانه وتعالى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} واعتبر سبحانه تركها والتفريط فيها أبرز أسباب دخول جهنم والعياذ بالله {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ، إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ، فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ، عَنِ الْمُجْرِمِينَ، مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}.. وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في واحد من جوامع كلِمِه فقال (من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نورٌ ولا برهانٌ ولا نجاة، وحُشِر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف)
بعد كل ما أوردناه في بيان مكانة الصلاة وعظيم قدرها عند الله ورسوله، وما يجب أن تكون في نفوس المؤمنين.. نوجّه رسالتنا هذه إلى المفرطين في صلاتهم {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}.. الذين تركوا المساجد، وخصوصًا من غير أهل الأعذار، الذين يجوبون الدنيا كلها، ولا يتركون مكاناً إلا وذهبوا إليه، ولا مجلساً إلا وحضروه وشاركوا فيه.. فإذا حان وقت الأذان للصلاة، ودعاهم المؤذن إلى بيت الله، توفقوا بحجة الوقاية من العدوى والبعد عن المخالطة، وتذرعوا بقوله تعالى {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ولا يتنبهون إلى أن التهلكة كل التهلكة في البعد عن الله، والتهاون في في تلبية أوامره، وأن ذلك من الخذلان نسأل الله السلامة.
اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور، ومن فساد الأمر بعد صلاحه، ومن نقصان الخير بعد زيادته.
والله من وراء القصد
سورة يوسف سماها الله أحسن القَصص لأنها تضمَّنت من الأحداث ما يظنه الواحد منا لأول وهلة أنها مصائب ومحِن، غير أن المتأمل في نتائجها يجد أنَّ رحمة الله الرحمن الرحيم تتجلى في ثنايا هذه المحن، لتحيلها مِنَحاً وعطايا. قصة بدأت برؤيا، تم تعبيرها من قِبَل...
لا أدري ما الذي دفعني في هذه اللحظة، وأوجَد الرغبة في نفسي أن أكتب عن عيسى بن محمد؟! هكذا فجأة.. وجدت نفسي أريد أن أكتب عنه.. لا أدري لماذا؟! هل لأنني فقدت المرجع الذي كلما أردنا الفصْل في بعض القضايا بحكمة وتعَقُّلٍ ذهبنا إليه؟! هل لأنني فقدت صاحب...
جاء في الحديث (إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء) في إشارة إلى لفتة تربوية نبوية تربِّي المسلم على أهمية تجريد القصْد في العبادة من كل شيء وصرْفها لله وحده امتثالاً لقوله تعالى"وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّ...
إنه طاعة من أعظم الطاعات، وقُربة من أنفع القُرُبات.. شُرِعت في كل وقت وحين.. لاتأخذ منك كثير جهد ولا وقت، لكنها من حيث أثرها تزن الجبال الراسيات. وهو عبادة تعقُب العبادات، كالصلوات وقيام الليل والحج وسائر العبادات، وتُختَم بها المجالس طلباً للصفح وا...
لعمرك ما الرزية فَقْدُ مالٍ ولا شاةٌ تموت ولا بعيرُ ولكن الرزيةَ فَقْدُ فَذّ يموت لموته خَلقٌ كثيرُ إن رحيل العظماء والعلماء والدعاة والمصلحين مصيبة شديدة الوقْع على الأمة كلها، لأن في ذهاب هؤلاء ذهاباً للعلم الذي يحملونه، وتوقُّفاً للدعوة التي ي...
من المواقف البطولية الخالدة موقف الصحابي الجليل عمرو بن الجموح رضي الله عنه، وهو أحد أصحاب الأعذار الذين أجاز الله لهم التَّخَلُّف عن القتال بسبب إعاقته لأنه أعرج، والله تعالى يقول "لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَ...